سؤال وجواب: الانتخابات البرلمانية المغربية ~ المادة الإدارية بالمغرب

يصوت الناخبون في المغرب لاختيار اعضاء مجلس النواب يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في اول انتخابات بعد تعديلات دستورية وصفت بانها تمهد الطريق امام الانتقال الى ملكية دستورية.

وكان الملك محمد السادس طرح التعديلات على انها تنازل كبير للمحتجين على طريقة الربيع العربي، لكن الناشطين يرون انها لن تغير كثيرا في تركيبة السلطة ودعوا لمقاطعة الانتخابات.

ويأمل الاسلاميون المعتدلون في تحقيق نتائج جيدة في الانتخابات بعد نجاح مماثل في اول انتخابات ديمقراطية في تونس الشهر الماضي.

ما مدى اهمية الانتخابات؟

طبقا للتعديلات الدستورية التي وافق عليها 98 في المئة ممن صوتوا في استفتاء الاول من يوليو/تموز فان البرلمان الجديد ستكون له سلطات اوسع ـ نظريا ـ وسيلعب الدور الرئيسي في التشريع والذي كان يتحكم به الملك في السابق.

كما تعزز وضع رئيس الوزراء، الذي سيصبح تعيينه من قبل الحزب الفائز باغلبية في البرلمان، ليمنح سلطة تعيين موظفي الحكومة وحل البرلمان.

وتؤيد الاحزاب الرئيسية التعديلات الدستورية ودعت انصارها للتصويت لصالحها في الاستفتاء.

ماذا يقول المنتقدون؟

دعت حركة 20 فبراير، التي تزعمت حركة الاحتجاج المطالبة بالديمقراطية مطلع العام، الى مقاطعة الانتخابات ووصفتها بانها "مجرد مسرحية".

وتقول الحركة ان التعديلات الدستورية التي اقرت في يوليو سطحية وتوفر "واجهة مزيفة للديمقراطية" تغطي استمرار الحكم الملكي لعقود، على حد قولها.

ويشير منتقدو الاصلاحات بشكل خاص الى ان الملك سيظل محتفظا بسلطات تنفيذية واسعة خاصة هيمنته على سياسات الدفاع والخارجية والامن.

كما يقول المنتقدون ان الاصلاحات لن تقلل الهيمنة من وراء ستار التي يتمتع بها "المخزن" ـ وهو هيئة متنفذة من السياسيين القدامى ورجال الاعمال الاشداء وقوات الامن ومسؤولي البلاط الملكي يتحكم بها الملك بضمان ولائها.

علام يصوت المغربيون؟

يجري التصويت في الانتخابات لاختيار اعضاء مجلس النواب في البرلمان المغربي وينتخبون لفترة خمس سنوات.

ولا يشمل التصويت مجلس المستشارين في البرلمان والذي يختار اعضاءه بشكل غير مباشر المجالس المحلية والنقابات المهنية والعمالية وينتخبون لفترة تسع سنوات.

كيف تتم عملية الانتخابات؟

من بين اعضاء مجلس النواب وعددهم 395 يتم انتخاب 305 عن 92 دائرة انتخابية من بين قوائم مرشحين تطرحها الاحزاب، وحسب نظام "القائمة المطلقة" يصوت الناخبون لقائمة من قوائم الاحزاب دون امكانية تغيير ترتيب المرشحين على القائمة.

ومن بين 90 مقعدا متبقية في مجلس النواب يخصص 60 مقعدا للمرأة، وحديثا خصص 30 مقعدا للشباب تحت سن 35 عاما فيما اعتبر تنازلا للمطالبين بالديمقراطية واغلبهم من الشباب.

والناخبون المسجلون ممن يحق لهم التصويت 13.6 مليون مغربي.

ما هي توجهات الناخبين؟

على عكس الابتهاج الواضح في تونس باول انتخابات بعد الديكتاتورية في اكتوبر/تشرين الاول، هناك مخاوف في المغرب من نسبة اقبال ضعيفة على الانتخابات بما يهدد مصداقية اصلاحات الملك.

وفي اخر انتخابات عام 2007 بلغت نسبة الاقبال 37 في المئة ممن يحق لهم التصويت وسط احباط من السياسة التقليدية في المغرب.

ما هي الجماعات السياسية الرئيسية؟

حزب الاستقلال

تاسس في الاربعينات كقيادة للمعارضة للاحتلال الفرنسي وهو حزب في يمين الوسط ويعد اقدم حزب في المغرب.

وكان عضوا في العديد من الحكومات الائتلافية في العقود الاخيرة وخفف من موقفه الانتقادي من الملكية في المغرب.

ويترأس زعيمه، رئيس الوزراء عباس الفاسي، حكومة من تحالف خمسة احزاب منذ حصل الحزب على اكبر عدد مقاعد في البرلمان في الانتخابات الاخيرة بفوزه بـ52 مقعدا.

حزب العدالة والتنمية

هو اكبر حزب اسلامي معتدل في المغرب وفاز بـ46 مقعدا في مجلس النواب في الانتخابات الاخيرة ليصبح ثاني اكبر كتلة برلمانية.

وحزب العدالة والتنمية يحاكي الحزب الحاكم في تركيا الاسلامي التوجه والذي يحمل الاسم نفسه ويتوقع ان يحقق مزيدا من المكاسب في هذه الانتخابات في اعقاب فوز حزب النهضة المشابه له في تونس، وقال زعيم الحزب عبد الاله بن كيران ان حزبه "مستعد لمسؤولية الحكم".

الاتحاد الاشتراكي للقوى الشعبية

يعتبر تقليديا يسار الوسط في السياسة المغربية وهو عضو في الحكومة الائتلافية الحالية، وينظر الى الحزب الذي تأسس في السبعينيات على انها قوة متراجعة مثل بقية قوى اليسار المغربي.

وفاز الحزب بـ38 مقعدا في الانتخابات الاخيرة متراجعا عن 50 مقعدا في الانتخابات التي سبقتها وزعيمه عبد الواحد راضي من السياسيين المخضرمين وتحالف الحزب مع حزبين يساريين صغيرين استعدادا للانتخابات المقبلة منهما حزب التقدم والاشتراكية (17 مقعدا) الشريك في الحكومة الحالية ايضا.

التحالف من اجل الديمقراطية

هي كتلة انتخابية مكونة من ثمانية احزاب فضفاضة موالية للملكية تشكلت في 5 اكتوبر/تشرين الاول في خطوة اعتبرت تستهدف مواجهة حزب العدالة والتنمية.

وتضم حزبين شريكين في الحكومة الحالية هما الحركة الشعبية، ليبرالية في يمين الوسط، التي فازت بـ41 مقعدا في الانتخابات الاخيرة والحزب المؤيد للملكية التجمع الوطني للمستقلين الذي فاز بـ39 مقعدا.

ويضم التحالف ايضا حزب الاصالة والمعاصرة الذي تأسس عام 2008 بعد عام من الانتخابات الاخيرة من قبل احد الموالين للملك وذراعه اليمنى فؤاد عالي الهمة، وفاز الحزب بنسبة 19 في الانتخابات المحلية (البلدية) ما اثار تكهنات بانه قد يكون قوة جديدة في الحياة السياسية المغربية.

ويرى مراقبون اعلاميون ان التحالف هو محاولة لتشكيل "حزب الملك" القادر على ان يصبح اكبر حزب في البرلمان ما يسمح للملك باختيار رئيس وزراء من بين اعضائه، لكن الكتلة تقول ان هدفها هو الحيلولة دون "بلقنة" الطيف السياسي المغربي المتشرذم اساسا.