PREGNANCY BIRTH

كــل مــا يــتــعــلــق بــالــقــانــون الإداري الــمــغــربــي

قضاء إداري - قرارات إدارية - عقود إدارية - دروس وقالات قانونية - نقاشات قانونية - تساؤلات - مساعدة - جديد الوظائق العمومية - أخبار قانونية وفقهية - والمزيد المزيد ....

من نحن

عن ذاك التعاطف المزعوم أتحدث ..

Unknown 0 تعليق 12:24 م

علاءالدين الحاجي
طالب باحث

لا يخفى على أحد ما وقع في فرنسا من أحداث إرهابية و التي وقعت مساء الجمعة فإستهدفت ستة مواقع مختلفة وأوقعت 129 قتيلا على الأقل ونحو 352 جريح، حصيلة قابلة للارتفاع وفق الوكالة الفرنسية للأنباء.
هذا و ضبط المحققون عدة بنادق "كلاشنيكوف" من النوع الذي استخدم في هجمات باريس مساء الجمعة، في سيارة سوداء من طراز (سيات) عثر عليها في منطقة "مونتروي" بالضاحية الشرقية للعاصمة الفرنسية، على ما أفاد مصدر قضائي الأحد، وتم توقيف سبعة أشخاص الأحد، من أقرباء أحد الانتحاريين حسب نفس المصدر , وغيرها من الأنباء المتعددة حول نفس الفاجعة أو العمل الإرهابي .
و هذا ما يستدعي بالضرورة الوقوف للتنديد بالأعمال الإرهابية سواء مصدرها مسلم ملتحي شكلا و ليس بالمضمون لأن الإسلام لا يوصي بذلك أو طائفي متعصب للديانات الأخرى , أو شخص داخلي يكن الضغينة لدولته الأم أو غيرها ...
و إن كانت الدولة الإسلامية أو ما يطلق عليها بـ "داعش" تبنت الحادثة حسب الأنباء الرائجة بل و توعدت بهجمات أخرى على نفس الدولة , مستندة في ذلك على مبررات متعددة مثل السياسة التي تنهجها فرنسا في مناطقها أو مناطق الشرق الأوسط عامة .
لكن لنترك الأخبار والأنباء حول الحادث الإرهابي و إن كان البعض يسميها المسرحية الفرنسية و البعض الآخر يصفها بالحادث المخطط له و العمل الإرهابي المشؤوم و غيرها من المسميات التي أطلقت على عمل كان نثيجته إزهاق أرواح أبرياء و مواطنين لا دخل لهم في سياسة الدولة أو سياسة باقي الطوائف العرقية و الدينية الأخرى .
و هنا نقف عند ردود الأفعال في  الداخل الفرنسي وخارجه , وبالأخص الوطن العربي المنقسم بين دول كانت فرنسا مستعمرة لها و أخرى مست سياستها الداخلية بطرق متعددة و ودول لا علاقة لها بفرسنا بثاتا و إن كان الأمر ظاهرا و الواقع يبين التحكم لا التدخل .
فنورد مثالنا هنا برواد مواقع التواصل الإجتماعي  التي تحولت إلى لواءات فرنسية على صور شخصية لمستعملي تلك الحسابات , وهذا ما يبين إلا على أن هناك مشاعر إنسانية و تعاطف تجاه الحادث . وهو الشيء المحمود في ديننا السمح لأن الإسلام دين يسعى من خلال مبادئه وتعاليمه إلى تربية أتباعه على التسامح إزاء كل الأديان والثقافات. فقد جعل الله الناس جميعاً خلفاء في الأرض التي نعيش فوقها، وجعلهم شركاء في المسئولية عنها، ومسئولين عن عمارتها مادياً ومعنوياً كما يقول القرآن الكريم: ﴿هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾ (هود: 62).
و هذا بمثابة خطاب للعقل الإنساني الذي يعد أجلّ نعمة أنعم الله بها على الإنسان .
و الإستتناء هو تلك الفئة الحاقدة على السياسة الفرنسية على مر التاريخ و يقولون بأن فرنسا تجني ثمارها الخبيثة من تلك السياسة المتردية التي مارستها على الشعوب العربية الإسلامية منها و غير الإسلامية إبان فترة الإستعمار من إبادات و تجارب نووية و من مجازر قتل جماعية تخللها تفنن في القتل والدبح و غيرها من الطقوس الدموية التي مارستها أنذاك .
و هنا نرجع بكم إلى التأكيد على أنه من الواجب أن يكون هنالك تضامن مع هؤلاء الضحايا و مع الدولة المحتضة لهم .لكن لا يجب أن يكون التعاطف و فق منطق خبيث مزعوم وتعاطف صوري والظغينة في القلب .
فضحايا سوريا والعراق و ليبيا ... وغيرهم الدول التي عاشت الأزمات المتعددة ولا زالت تعيشها  فكانت الضحايا أكبر و أكبر و لا تمثل هذه الحادثة إلا ثانية أو جزء منها عاشته تلك الدول .
فما بالك بالشهور والسنوات التي عاشتها بعض الدول مع أحداث أروع و أقصى  و أعنف من ذلك .
ألا يستدعي من المساندة بالمال و الجاه و السلاح في وقف تلك الحراكات الباطلة والدول الوهمية التي تبني إستيطاناتها الحربية الإستعمارية في دول ذات سيادة قانونية وتاريخية و فق إذن المجتمع الدولي .
ألا يستدعي منا الوقوف ضد ذلك وخصوصا نحن كمسلمون و عرب تجمعنا راية واحدة وهذف واحد و رب واحد و دين واحد ....
ألا يستدعي ذلك الوقوف تجاه تلك الازمات بكل قوة , لا الإنحناء والإعراب عن القلق تجاه ما يحدث .
كفانا كفانا من التعاطف المصلحي الذي لا نجني من ورائه إلا إنهزاما لديننا و مذلة لمبادئنا .
الكلام طويل والواقع واضح لا يستدعي أن نزيد في التفصيل لأن شرح الواضحات من المفضحات كما هو معلوم ...

إنتهى الكلام و الأفعال لا زالت سارية لأن الكل لا زال يتضامن بتضامن مزعوم وفق منطق الصورة أبهى والواقع مرير .

0 التعليقات لــ "عن ذاك التعاطف المزعوم أتحدث .."

ملحوظة :

التدوينات و التعاليق المنشورة في مدونة المادة الإدارية بالمغرب لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع .